تجنيد الفتيات اليهوديات
رغم النقاش الحاد في الشارع الاسرائيلي بين المتدينين والعلمانيين اليهود
حول تجنيد الفتيات اليهوديات للخدمة العسكرية، فإن الفتيات اليهوديات تجندن
منذ ظهور الصهيونية ونشوء الحركات والعصابات العسكرية. فتيات يهوديات
تجندن في عصابات مثل (نيلي) و (الهاغاناه) و (الايتسل) و (الليحي) وغيرها.
فتيات يهوديات شاركن في المجهود الحربي في حرب 1948 وأوكلت مهام خاصة
للفتيات في الجيش الاسرائيلي، خاصة في المجالات التي لا تتطلب جهداً جسديا.
يفرض القانون الاسرائيلي المتعلق بالتجنيد الإلزامي التجنيد على الفتيات،
إلا إذا كانت متدينة أو متزوجة أو بسبب صحي فتُعفى حينها من التجنيد. أما
الإعفاء للفتيات المتدينات فمشروط بتصريح الفتاة اليهودية المتدينة أن
عقيدتها تحول دون قيامها بتأدية الخدمة العسكرية الإلزامية، وأن الإطار
العسكري قد يؤدي إلى إحداث ضرر في مجرى حياتها، ولكن علينا التنويه إلى أن
الفتيات اليهوديات ملزمات بتأدية خدمة وطنية بموجب قانون من العام 1953.
ونتيجة للمعارضة الشديدة من قبل الأحزاب المتدينة، خاصة المتزمتة منها فإن
تنفيذ القانون حُدد للفتيات اليهوديات المتدينات اللواتي يرغبن في تقديم
الخدمة الوطنية من منطلق تطوعي فقط. والواقع أن أحداً من وزراء أية حكومة
في إسرائيل لا يجرؤ على معارضة الأحزاب المتدينة لأنها قد تودي بالحكومة.
أما خدمة الفتيات العلمانيات في الجيش فهي قصيرة من حيث المدة الزمنية
بالمقارنة مع الخدمة التي يقدمها الشاب. وبالتالي فإن كتائب وفرقاً عسكرية
معينة مغلقة بوجه الفتيات، وهذا ترك أثراً على عدم ترقية الفتيات في
الدرجات والرتب العسكرية، والإشارة هنا إلى سلاحي الجو والبحرية حيث أن
المعارضة شديدة حتى من الأوساط العسكرية العلمانية بطبيعة الحال، بإدعاء أن
الفتاة لا تملك القدرات لخوض عمليات حربية معقدة لها علاقة بهذين
السلاحين، وهذا التوجه أثار ضجة سياسية وإعلامية حول حقوق المرأة والفتاة
المجندة التي تقدم خدمة من أجل الدولة ليس على قاعدة انتماء للجنس إنما
إنتمائية وطنية، على حدّ تعبير التيار النسائي المدافع عن حقوق المرأة.